#البوابة_مغلقة ؟!
اصبح اعتياديا أن يمارس الاحتلال هوايته باغلاق شارع رئيسي من خلال بوابة
بين البيرة والجلزون يقطع من خلالها الطريق بين الشمال والجنوب ، أمرا
يراد له أن يكون طبيعيا معتادا كما هو حال حواجز كثيرة تُقطّع الضفة
الغربية شمالا وجنوبا .
لا يوجد في العالم من يضع بوابة على شارع
رئيسي يربط بين شمال البلد وجنوبها الا عندنا ببركات هذا الاحتلال الفهيم ،
الاف السيارات تضطر ان تعود أدراجها بسبب هذه البوابة ، الاحتلال يتصرف
بمنطق العربدة وبأن بيده ملكوت كل شيء في هذه الديار
، ارضها وسماءها وطرقها ومياهها وهواءها وحركة مرورها وأنفاس ناسها ، كل
شيء خاضع لمزاجه العكر ، تماما كمنطق الذئب الذي ادعى أن الحمل بشربه من
النهر قد عكر الماء وعليه أن يدفع روحه ثمنا لهذا السلوك غير الصحيح .
والفلسطيني اليوم من غير أن يعكر الماء أو أن يرتكب أي شيء يدفع الثمن ،
عليه أن يتصرف كما القطيع، تُحدد له الطريق ويُساق الى حيث يريد سيّده ،
يجرده من كرامته ويشعره بأن الطريق ليست طريقه وأنه مجرد حشرة زائدة أو
كائن قميء غير مرغوب فيه ، أنت أيها الفلسطيني لا شيء لك ولا وزن لك ولا
حقيقة لوجودك في هذا البلد الا كونك ضيفا ثقيلا طال بقاؤه على قيد هذا
البلد بغير وجه حق .
هذه هي اخلاق الاحتلال العالية وأذواقه الرفيعة !
هكذا يتفنن في ترويض الناس على أن يسيروا على عجينه النكد فلا يخربطوه ،
أن يسيروا في المسار الذي يحدده لهم وأن يحشرهم تماما كالقطيع ويزجّ بهم في
المسرب الذي يريد ، بكل عنصريته السوداء يذيق الناس وبعقوبات جماعية أشد
ألوان العذاب والانتظار وتعريج حركة السير بطرق جهنمية ، ليرد بهم عنق
الزجاجة التي هي بوابات المدن ، وليحشرهم ساعات طوال بما يهدر الوقت
والوقود والاعصاب وتجرع كل اشكال القهر والشعور بالذل والمهانة .
ثم
تأتي صفحة المنسق لتقول قولا آخر ولترسم صورة وردية لهذا الاحتلال الاسود ،
تدعي هذه الدولة العنصرية أنها تشع نورا وضياءا وأنها تصنع اجمل الصور
الحضارية للعالم أجمع ، بينما رحلة بسيطة ومقارنة بين حركة مستوطن مع حركة
مواطن فلسطيني ، هذا يتمتع بشبكة طرق تقصر المسافات وتصل به الى المراد على
بساط الريح ، سفر ممتع ومريح وسريع ، بينما الفلسطيني سفر قاتل وممل وبطيء
الى درجة يكون فيها وقت مسافرنا أضعافا مضاعفة من وقت مسافرهم . لا توجد
مقارنة الا وتكتشف عنصريتهم السوداء ، حكومتهم توفر لانسانهم كل الخدمات
الممكنة وتوفر لانساننا كل اللعنات التي لا تخطر على قلب بشر .
هم
يملكون اغلاق البوابة في وجه الفلسطيني ، ويفتح لهم العالم الحر كل بواباته
، وللاسف صارت بعض بلدان العرب تفتح لهم كل بواباتها وتُشرّع لهم على
مصراعيها ، الفتح المبين لهم من قبل الاشقاء بينما الاغلاق المر اللئيم
للفلسطيني اينما حل او ارتحل ، نتحدث اليوم عن بوابة في الداخل الفلسطيني
أما بوابات الحدود من معبر رفع الى معبر الكرامة ( نكتة تسميته الكرامة )
فحدث ولا حرج ، التحكم الكامل بالانفاس والحركات والسكنات والبصمات بمعادلة
الهوس الامني التي تحكمهم ويتذرعون بها في كل ممارساهم السادية على هذه
المعابر للذل والقهر النفسي المريع .
انها ممارسة القتل للروح وزراعة الذل بامتياز لهذا #الاحتلال الذي لا يعرف الا كيف يسوّد #الحياة_الفلسطينية .
التسميات :
مقالات