انا القضية الفلسطينية أخط هذه الرسالة بمناسبة العام الجديد 2019 ، ولا أريد كما تتوقعون أن أبثّ شكواي وهمومي عليكم لانه لا ينقصكم هذا ، أنتم تسمعون وترون ما آلت اليه قضية الفلسطينيين والعرب والمسلمين الاولى والتي ما زالت تعتبر القضية المركزية للامة ، لا تنظروا الى الفارغ من الكأس وتعالوا بنا ننظر الى الجزء المليان وننطلق منه ..
• موقع المقاومة : أول إشراقات مسرح القضية هو موقع المقاومة شمالا وجنوبا وقد حقّقت توازن رعب وتمركزت منجلا في حلقه فلا يستطيع بلعه ولا اخراجه ، وتمركزت في الوسط لتصنع شبحا يقض مضجعها ويذهب أمنها بين الحين والاخر ، هذا نذير شؤم دائم للمحتل ويثبت إنّ المعركة لم تنته بعد وأن مشكلته الاساسية ما زالت مشكلة وجودية تضع كيانه على مهب ريح المقاومة التي تعرف كيف تزلزل مفاصله .
• محور المقاومة : رأس الحربة للمحور الامريكي في المنطقة تجر ذيول الخيبة وقد فشلت فشلا ذريعا في كل الدول التي تدخّلت فيها ، جرت الرياح بما لا تشتهي سفنها المدمرة وعادت بسواد الوجه وسوء العاقبة ، لم ينكسر محور المقاومة رغم الجهود الجبارة والمليارات التي بذلت والدعم اللوجستي والمخابراتي والتحالفات السوداء التي تكالبت الا أنها بقيت تصارع أعاصيرهم العاتية وخرجت مرفوعة الهامة ، لم تنهار المنطقة ولم تقع في المحور الامريكي لتتحول الامة كلها في هذا المعسكر الاسود، وانكشفت عورات دول هذا المحور وظهرت على الملأ : الاداة الرخيصة للاسرائيلي والامريكي .
• فشلت أمريكا في قيادة الانقلاب في تركيا كما فشلت في عدة دول لتصل الى مرامها وكان لهذا الفشل ما بعده في السياسة التركية الخارجية ، وقد شكل هذا مفصلا حيويا وأعطى وقودا هائلا للقوى الحية في المنطقة . وهذا دفع الى تحالفات بين تركيا وايران من شانها أن تضعف المحور الامريكي المتهالك بقيادة أعراب قد أعمتهم فضائحهم والتي كان منها وليس أعظمها فضيحة خاشقجي وما يجري في اليمن هو أشدّ وأخزى .
• تماهي السياسة الامريكية بقيادة ترامب مع السياسة الاسرائيلية المتطرفة بقيادة نتنياهو ، وهذا التغول الاعمى في الحقوق الفلسطينية وعلى رأسها القدس والاستخفاف بالعرب من خلال ابتزازهم ونهب أموالهم علنا ، كل هذا أظهر سوادهم وكشف عورة سياساتهم المتغطرسة ، لا شيء أضر على القضية من لسانهم المعسول وديبلوماسيتهم ذات المظهر الجميل المخادع ، اما اليوم فقد كُشفت أوراقهم وباتوا أمام العالم عراة على حقيقتهم البشعة ، هذا من شأنه أن يظهر عدالة القضية وصدق مظلوميتنا ، وبالتالي تعزيز شرعية كل من يناضل في حقل هذه القضية .
أود أن أؤكد بصفتي القضية التي استشهد الالاف المؤلفة في رحى قدسها ودفع الاف الاسرى من سني أعمارهم لرفعة شأنها وما زال شعب بغالبيته مستعد لدفع الغالي والنفيس من أجل ثرى ترابها أنني ما زلت بصحة وعافية ، وبعيدا عن الانشاء بلا رصيد فأنا اليوم على اعتاب هذا العام الجديد اتحدث برصيد عال وما زال من هم قابضون على الجمر وقابضون على زناد الحرية بامكانهم تحقيق الانتصار ، أنا قضية الان أنتصر أخلاقيا ومعنويا وثقافيا وانسانيا وكذلك قادر على الانتصار السياسي ، المنطقة تتجه نحو الانتصار ودعاة الهزيمة والتطبيع يتقوقعون في عارهم ، مقاوم بمفرده يقيم هذا الكيان على ساقه ولا يقعده ، فما بالنا باسود الجنوب والشمال والوسط ، كيف اذا فتحت عليهم من كل أبوابها ؟ ما زلت في قلوب الملايين وما زلت قبلة الاحرار الشامخين وما زالت هناك الفرصة لتحقيق المزيد من الانتصارات .
#عام_جديد_يقودنا_باذن_الله_خطوة_الى_الامام .
التسميات :
مقالات