من سيربح المليون



رأيت فيما يرى اليقظان أن السيد
جورج قرداحي مع فريق برنامجه الشهير
من يربح المليون قد قرروا اقامة دورة من
البرنامج بهدف احياء سباق الثقافة
المليونية في الاراضي الفلسطينية وفي مدينة
البيرة وفي الساحة المقابلة لبلديتها
بالتحديد .. ورأيت أن الاهتمام بهذا الحدث
النوعي قد استرعى اهتمام القيادة
الفلسطينية بكافة مستوياتها الرسمية وغير الرسمية
، الوزارية والفصائلية
والحزبية والعشائرية والقبلية وكل المبادرات الشبابية
والنسوية وكل القطاعات
الفلسطينية ذات الطابع السسياسي والاقتصادي والثقافي والفني
والاجتماعي
والرياضي..







واستنفرت طواقم وزارة الثقافة كل
طواقمها الفنية والادارية لتجهيز كل
الاستعدادات التي تليق بهذا الانجاز العظيم
لأن هذا الحدث التاريخي من أخص
خصوصياتها وكانت في مقدمة المبادرين لعمل كل ما
يلزم من أجل إنجاح هذا الاختراق
الهائل في العالم الثقافي والفني المتميز .. وقد
استدعى ذلك أن تتشكل غرفة
عمليات في الميدان وان تتحرك الفرق العاملة في الوزارة
لتجنيد وتنظيم الجمهور
الثقافي الذي يعكس الصورة المناسبة للشعب الفلسطيني بأنه
شعب ذو ثقافة عريقة
تجمع بين الاصالة والحداثة وبين الغزارة والعمق لذلك اقتضى أن
تختار من الجماهير
التي من المتوقع أن لا تتسع لها الساحات وأن تضع شروطا للحضور
كي تصل في النهاية
نخبة ذات ثقافة عالية لان أحد الخيارات الثلاثة المعروفة هي
استشارة الجمهور
لذلك لا بد من التركيز على نوعية هذا الجمهور .





وكان من وزارة الرياضة والشباب أن
رفعت راياتها وجاءت بقضها وقضيضها
إذ كيف تسرق منها وزارة الثقافة هذا الحدث ذو
الطابع الشبابي ، حشدت حشودها
ونادت نواديها وفرضت حضورا قويا .. وعممت على الفرق
الرياضية وجماهيرها بضرورة
تأكيد الحضور والسيطرة على الميدان والفوز بالمليون مع
مليون تحية من جورج
قرداحي لفلسطين والشعب الفلسطيني الشجاع المقدام …





وراى قطاع الصحافة والاعلام بانهم
هم وحدهم المقصودون من هذا الحدث
التاريخي بامتياز فاستعدوا عن بكرة أبيهم ليغطوا
هذا الحدث بكل تفاصيله الدقيقة
من لحظة وصول جورج وفريقه لحظة بلحظة حتى ما يجري
بعيدا عن حلبة السباق الى لحظة
النطق بأول سؤال وتحليل ما يجري في وجوه الجمهور من
حبور وابتسامات أو انفعال
وانقباضات مع تسجيل أعلى درجات لقط الانفاس وانتظار
الاجابة على السؤال .. يا
لها من دقائق وثواني ممهورة بماء الذهب وأسمى سعادة
الانسان .. ولا بد من اجراء
المقابلات الجانبية مع أبطال السباق وما يجري معهم من خفايا
الاختبار والسؤال ..
حقا انها مشاهد متضوعة بالمشاعر الادبية والاحاسيس الانسانية
الرفيعة المتحفزة
والمترقبة لقابل الدولارات والمفاجئات .. لذلك كان من أتم
الواجبات أن تحظى
بأحسن التغطيات الاعلامية وأن تتحفها أحسن المقالات وأروع الصور
والتسجيلات
..





وانضم الى الركب مسارعا الى فعل
الخيرات قطاع التربية والتعليم إذ أن
هذا البرنامج انتاج ثقافي وتعليمي وتربوي
بامتياز لذلك كان لزاما على المعلمين
والمعلمات والطلاب والطالبات أن يسارعوا الى ثقافة
من جورج يكون فيها بفريقه خير
من ينثر بر المعرفة وغزارة الفكر ونور العلم .. لذلك ارتأت وزارة التربية والتعليم
أن تحافظ
على حضور طلابي مميز لا يقل يوميا عن عدة آلاف .. ولم لا خاصة أن هذا
الحدث ليس من
السهل أن يتكرر في هذه الايام التي جفت فيها أقلام العلماء ؟





وتنادى الناس من المساجد والمقاهي والمنتزهات
على قدم المساواة في
حركة إقبال جماعية وحدت الناس برهم وفاجرهم خيرهم وشرهم جدهم
وهزلهم .. جاءوا من
كل صوب وحدب ليشهدوا منافع لهم ..إنه السؤال والجواب ومن يبلغ
نهاية السباق حيث
المليون دولار . قال الشيخ فيهم وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
وقال الحبتيّ منهم
: الماء وخضراء الدولار ووجه جورج الحسن ..





رأيت أن الناس من كل المشارب
والاحزاب جاءوا بآلاف مؤلفة من كل فج
عميق .. التزموا البرنامج وكانوا على ركبة
ونص قبل أن يظهر جورج بطلعته البهية
على المسرح ويحييهم تحية النبلاء .. ثم حافظوا
من بعد ذلك على طيلة أيام
البرنامج مستمتعين متثقفين متنافسين متسابقين في هذا
الميدان الذي لا يختلف عليه
اثنان …





استيقظت من يقظتي لأنظر الى خيمات
الاعتصام في الاراضي الفلسطينية
وفي مدينة البيرة وفي الساحة المقابلة لبلديتها
بالتحديد حيث تم الاتفاق على أن
يتم التضامن مع برنامج من يربح كرامة الاسرى
والانسان القابع تحت سياط الجلاد
وخلف القضبان ..





رأيت أن الاهتمام بهذا الحدث
النوعي قد استرعى اهتمام القيادة
الفلسطينية بكافة مستوياتها الرسمية وغير الرسمية
، الوزارية والفصائلية
والحزبية والعشائرية والقبلية وكل المبادرات الشبابية
والنسوية وكل القطاعات
الفلسطينية ذات الطابع السسياسي والاقتصادي والثقافي والفني
والاجتماعي والرياضي
ورايت أن الكل قد أجمع - الا من قلائل - على أن يسقطوا الواجب
الانساني والوطني
والديني والاخلاقي بالوقوف مع الاسرى وقفة اسقاط واجب بالمرور
مرور الكرام ورفع
معاتبة المعاتب …





راينا من يحترم التخصص في هذا
الواجب لذلك لا بد من القاء الامر على
وزارة الاسرى ونادي الاسير ومؤسسات التخصص
في هذا الجانب فالوزارت تنأى بنفسها
منافسة من يرفعون ألوية الاضراب والجوع وزراعة
خيم التضامن والاعتصام ، والفصائل
مشغولة بالانقسام والاعداد لاحياء ذكريات الثورة
والانطلاقة ورفع الرايات
والمحافظة على مكتسبات الكراسي والمناصب ، أما أهل
المساجد فهم يقومون بواجب دون
واجب ، اشتغلوا بتهذيب أنفسهم وابتعدوا عن السياسة
والمشاكل : يكفي للتضامن أن
نبعث نفر ليقوموا بفرض الكفاية واسقاطه عن بقية الالاف
المؤلفة من العباد في
المساجد ، أما أهل المقاهي والنوادي والمتنزهات والمساهر فلا
شان لهم باهل
المقابر ولو كانت مقابر للاحياء في ديار الاعداء حيث الجوع والاضراب
ولعبة الموت
والقبض على جمر الاحتلال والمدافن .





لقد بلغ العدو مداه حيث قرر بكل
بطشه وجبروته أن يواصل الانتقام ..
من الاسرى من تجاوز الشهرين في إضرابه : ثائر
وبلال ومنهم من اقترب من العشرين
يوما .. هناك حركة ما زالت لا ترتقي الى مستوى
الحدث .. هناك قلة بذلت وتبذل
أقصى ما لديها من جهد .. وهناك من يتردد دوما على
خيم الاعتصام دون انقطاع ..
ولكن المطلوب وفق إمكانات الفصائل والوزارات والمؤسسات
وكل القطاعات اكثر من هذا
بكثير .. إننا أمام معركة حقيقية عنوانها : من يربح
الكرامة ؟؟؟ ومع كل الاعتذار
لحبيب الجماهير صاحب برنامج من يربح المليون ..




أحدث أقدم