كيف نجد من يؤيد الشيطان ؟! مدونة الاديب وليد الهودلي


كيف نجد من يؤيد الشيطان


هناك ثوابت تاريخية وسياسية ، موضوعية
وواقعية من المفترض ان لا يختلف عليها او يجادل فيها اثنان، الا أننا ومن عجائب
هذه الايام صرنا نختلف على هذه الثوابت ! أصبح أن تجتمع قوى الاستكبار العالمي في
عدوان عسكري على بلد عربي مسألة فيها نظر ! وأصبحنا نناقش المبرر المعلن لهذا
العدوان وكأن ذاكرتنا اصبحت قصيرة او انها مخروقة لا تحتفظ بشيء حتى من الذاكرة
القصيرة ، فالعدوان الذي قادته أمريكا على العراق كان تحت مبرر امتلاك العراق
لاسلحة الدمار الشامل ( رغم ان حليفتهم في المنطقة تمتلك الاضعاف المضاعفة من هذا
السلاح ) وثبت من خلال تحقيقات أمريكية من ذات الجهة المعادية ان العراق لم تكن
تمتلك مثل هذه الاسلحة ، انتقلت من عدوانها على افغانستان فورا الى العراق  .. وكانت النتيجة تدمير بلد ومئات الالوف من
القتلى والجرحى وتهجير الملايين من أهل العراق . لماذا لان الكيان الصهيوني يريد
ذلك ولان المصالح تلتقي على ان يبقى عالمنا العربي ضعيفا امام دولة الكيان .


 وهذا هو تاريخ الاستعمار في بلادنا لم يشهد اي
بلد اي عمل عسكري ياتي من قبل المستعمرين ويكون لصالح هذا البلد ، هم يسوقون
المبررات التي تبرر عدوانهم ، وقد كان في اصل استخدام مصطلح الاستعمار معنى
ايجابيا وهو المساعدة في عمارة البلد المستعمر ، الا أنهم ومن خلال المبدأ
الميكافيلي : "الغاية تبرر الوسيلة" قتلوا ودمروا واستباحوا البلاد
والعباد تحت ذريعة هذه الغاية وهي تحقيق العمارة والحداثة واشاعة الديمقراطية
وحقوق الانسان وقل ما شئت من هذه الاقاويل جميلة الظاهر قبيحة الباطن حيث يهلكون
الحرث والنسل ولا يرى الناس منهم الا كل ما هو قبيح ومدمر .


عندما يجتمع هذا العدوان الثلاثي بهذه
الغطرسة والعربدة ،( حتى انهم تجاوزوا مسرحية الغطاء الاممي التي كانوا يتمظهرون
بها كما في حرب الخليج الاولى والثانية ) ويضربون اهدافا يختارها الكيان الصهيوني لهم
وكالعادة يروجون لمبرر واه يرتكزون عليه فهل هناك وضوح اكثر من هذا بأنه عدوان
استعماري غاشم لا يقف خلفه الا المصالح الامنية الاسرائيلية والامريكية في المنطقة
؟


كيف نجد من يؤيد أمريكا ؟ متى واين وقفت
ولو مرة واحدة بعيدا عن المصالح الامنية للمشروع الصهيوني ؟ ثم كيف نجد من يؤيد
عدوانها ، هي ذات الدولة التي قدمت القدس لقمة سائغة للاحتلال ، وجاء هذا العدوان
السافر بعد مسافة زمنية قصيرة لم تكد تتسرب من ذاكرتنا القصيرة بعد ، أمريكا
وذيلها بريطانيا وفرنسا كذلك وان كان هناك من يؤمل عليها كأمل ابليس في الجنة الا
انها على المحكات تثبت هذه التبعية العمياء لراس الشيطان الاكبر أمريكا .


هذه دول الاجرام والاستكبار العالمي  تمارس اجرامها منذ كانت تمارس الاستعمار المباشر
والى هذه الايام حيث اصبحت تصل الى مصالحها الجشعة من خلال مندوبيها من حكام عملاء
ومن خلال سياسات ملتوية ، يسمعون الناس سيمفونيات الديمقراطية وحقوق الانسان وفي
الواقع ينهبون خيرات البلاد التي كانت مستعمرات لهم ، فهم كما قال فيهم نهرو غاندي
استعمار خرجوا من الباب وعادوا من النافذة ، أبقوا هذه البلاد مستعمرة سياسيا
واقتصاديا ، اسواقها مفتوحة لمنتجاتهم ويتحكمون في سياساتها ويحكمون السيطرة بطرق
تعفيهم من الظهور بصورة المستعمر التقليدية الى الصورة التي تبقيهم متحكمين بمفاصل
البلاد الحساسة والوصول الى كل مصالحهم فيها . واذا لزم الامر لبسط الهيمنة
والهيبة والعربدة المطلوبة فانها تظهر بصورتها الاستعمارية الاولى ، وهذا ما تم
على سوريا بهذه التشكيلة الاستعمارية المفضوحة والتي من المفترض ان لا يختلف عليها
اثنان .   







أحدث أقدم